إن المستشفيات هي أماكن مخصصة للتعافي، ولكن في بعض الأحيان، قد تكون كذلك سببا في الإصابة بالمرض. لحسن الحظ، فإن المستشفيات في ألمانيا سباقة في حماية سلامة المرضى من خلال تطبيق قواعد صارمة للصحة العامة. تعتمد ألمانيا قوانينا حازمة فيما يتعلق بتحديد والإبلاغ عن أخطار العدوى المحتملة، وتلتزم الكثير من المستشفيات بما هو مطلوب قانونا وقد تزيد عليه لمنع انتشار البكتيريا الخطيرة.

Asklepios pathogen hygiene

المزيد من غسيل الأيدي لمنع انتشار الأمراض

نظرا لتمركز أعداد كبيرة من المرضى في مساحة صغيرة، يمكن للميكروبات أن تنتشر سريعا في بيئة المستشفى.  وتزداد الخطورة مع المرضى المصابين بأمراض انخفاض كفاءة الجهاز المناعي أو من لديهم جروح مفتوحة – كالمرضى الذين يتعافون من الجراحة. قد يؤدي هذا إلى الإصابة بالأمراض المكتسبة في المستشفيات أو العدوى المكتسبة من المستشفيات.

إن الوسيلة الأولى التي تنتشر بها الميكروبات في المستشفيات هي الأيدي الملوثة. ولحسن الحظ، فإن تلك المشكلة سهلة الحل. لقد استثمرت المستشفيات في ألمانيا موارد ضخمة خلال العقد الماضي لتعزيز نظافة الأيدي. لقد زادت أعداد وحدات غسيل الأيدي، و تم تركيب معقمات الأيدي المعلقة للتعقيم السريع، وتدريب العاملين في المجال الصحي على قواعد الصحة العامة. إن أكثر من ثلاثة أرباع العاملين في معظم مستشفيات ألمانيا يحملون شهادات تؤكد حصولهم على تعليم وتدريب إضافي فيما يتعلق بالصحة والنظافة العامة.

الاستخدام المسئول للمضادات الحيوية لمنع انتشار البكتيريا المقاومة

تمثل الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية مشكلة متنامية ليس في ألمانيا فحسب بل في كافة أنحاء العالم. إن الاستخدام المفرط لمضادات حيوية بعينها قد يؤدي إلى فقدان فاعليتها تجاه البكتيريا التي تطور سلالات مقاومة. وتعد البكتيريا التي تتمتع بمقاومة متنوعة لعدة مضادات حيوية من أخطر أنواع البكتيريا. لقد تم اتخاذ إجراءات ملموسة في كافة أنحاء العالم خلال السنوات الأخيرة لمتابعة ومنع انتشار تلك الأنواع الخطيرة من البكتيريا. تحتل المستشفيات الألمانية مركزا متقدما في هذا الشأن، حيث تقوم العديد من المستشفيات طوعا بمراقبة استخدام المضادات الحيوية حتى و لو لم يكن هذا مطلوبا بشكل قانوني وذلك لمنع تطور وانتشار السلالات المقاومة للمضادات الحيوية. هل تعلم ما هو الشعار الأساسي الذي تتبناه المستشفيات هناك فيما يتعلق بالمضادات الحيوية؟ إنه شعار "بأقل قدر ممكن، وفقط عند الضرورة".

مراقبة دقيقة لاكتشاف مسببات الأمراض الخطيرة

إن مستشفيات أسكليبيوس في هامبورج تطبق قواعد حازمة لمنع انتشار مسببات الأمراض متنوعة المقاومة مثل MRSA  و MDRGN. لقد أظهرت الدراسات أن ما يقارب 90% من مسببات الأمراض الخطيرة تنتقل إلى المستشفى بواسطة المرضى أنفسهم عند وصولهم. ونتيجة لذلك، اعتمدت أسكليبيوس سياسة تقوم على فحص كافة المرضى الذين تزداد فرص حملهم لتلك البكتيريا عند وصولهم إلى المستشفى واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لحماية المرضى الآخرين. لقد حققت مستشفيات أسكليبيوس في 2015 رقما قياسيا في عدد المرضى الذين خضعوا للتدقيق فيما يتعلق بالبكتيريا، وبلغ 140000 مريض، ويمثل هذا العدد زيادة ب50% عن العام الماضي. أقل من خمسة بالمائة من المرضى الذين خضعوا للفحص أظهروا نتائج إيجابية، وقد تم عزل المرضى ومعالجتهم بالإجراءات الوقائية الملائمة.